حالات الهلع

حالة الهلع من أكثر الحالات النفسية شيوعًا على الإطلاق، نعم.. حتى أن البعض يقول إننا جميعنا نُعاني منها بشكلٍ أو بآخر، ولكن تكون ردود أفعال تجاه مواقف مُعينة تُثير المخاوف، أو تعكس الحاجة إلى بذل الكثير من المجهود في عملٍ ما، ولكن! ما الذي يجعل مريض الهلع مُختلف عن الأشخاص الطبيعيين إذًا؟

بكل تأكيد للاستمرارية دور في ذلك، فإن كانت هذه الحالة طارئة لدى الطبيعيين فهي ليست كذلك لدى المرضى، وإنما تحدث لهم بصفة دورية، الأمر الذي نتناوله ونعرض كافة حيثياته بالتفصيل.

:ماهية نوبة الهلع

الحالة التي يكون عليها مريض الهلع من خوف وتوتر زائد تبدو مُقلقة، بل هي بالفعل تصل إلى مرحلةٍ تفوق فيه أقصى درجات القلق، ذلك يعود إلى عدم وجود سبب يراه المتواجدون في مُحيط المريض، لتفسير ما يودي به إلى تلك الحالة من الخوف الهستيري.

هنا يكمن الفرق بين مريض الهلع وحالات الذُعر؛ التي نُاصب بها جميعًا في المواقف المستدعية لها، فجميعنا لدينا أسباب ومخاوف تُصيبنا بالذُعر، مثل تحمل مسؤولية تفوق الاحتمال، الإقبال على فترة صعبة أو حتى مواجهة موقف يبدو مُخيفًا لصاحبه.

لكن ماذا بشأن مريض الهلع.. يُطلق على من يُعاني من هذه الحالة مُسمى مريض؛ لكونه يُصاب بها دون سبب واضح ومُباشر، وقد تصل مُدة هلعه وخوفه ما يتجاوز الـ 10 دقائق فما السبب؟ ما الذي أدى به إلى تلك الحالة؟

هُناك العديد من الدراسات التي حاولت جاهدةً التوصل لذلك، ولكن يكثُر الميل إلى كون السبب غير بيِّن.. حتى أن مُحاولة التكهن بالفترة الزمنية التي تسببت بوصول المريض إلى هذه الحالة ليست بالأمر الهين.

عوامل الإصابة نوبة الهلع

الوراثة والتاريخ العائلي في هذا المرض.  *

نوع الشخصية وحالتها المزاجية.  *

المرأة أكثر عرضة من الرجل. *

تركيبة كيمياء المُخ. *

أنواع حالات الهلع

 

الجدير بالذكر أن هذا المرض واحدًا من الأمراض الخطيرة المُثيرة للاهتمام، وتوابعه الخطيرة تلك هي ما أثارت العلماء، وحثتهم لفهم كل ما يخص حالاته، وبموجب ذلك البحث توصلوا إلى وجود أنواع عديدة منه، وهي:

النوبات العفوية دون مُبرر . 

هو النوع الأكثر انتشارً بين حالات الهلع كافة، وبه تظهر على المرضى حالات من الخوف والتوتر المفاجئ؛ وذلك دون سابق إنذار

كافة الأشخاص حول المريض يبحثون عن السبب، ولكن لا يوجد سبب بيئي حوله يُثيره ويدفعه نحو تلك الحالة، ويحدث على الأكثر فترة النوم

 هلع المواقف والمخاوف . 

هذا النوع والذي يوجد لدينا جميعًا يكون رد الفعل به أكثر عنفًا لدى مرضى الهلع، فمثلًا من يخاف من الجلوس بمفرده في الظلام وبمكان واسع من الأشخاص الطبيعيين؛ يكون بقدرته السيطرة على خوفه وتخطيه، بل حتى التجاوب معه حتى الخروج من هذا المكان

أما عن حالة الصراخ والتشنج وردود الفعل العنيفة للأشياء الموجودة حوله، والتفكير كثيرًا بأشياء مُرعبة في هذا المكان ما هي إلا صورة من صور المُعاناة من الهلع المرضي والنفسي

 هلع الإشارات .

من بين حالات الهلع الأشهر، والتي يتبين من خلالها أن الشخص المُعرض للموقف مريض هلع وليس شخص طبيعي هو الإصابة بالتوتر، الخوف والقلق فور استشعار أي إشارة ترتبط بما يُثير مشاعر الخوف لديه

رد الفعل العنيف تجاه من حوله، وحالة الخوف الشديدة التي قد يصعب وصفها تكون المسيطرة على المريض في تلك الحالة؛ على الرغم من عدم تعرضه للموقف نفسه، ويُبنى رد فعله وفقًا لما شعر به، لا ما حدث بالفعل أمامه

 

أعراض نوبة الهلع

 

 

 

على الرغم أن مريض الهلع يظهر بشكلٍ واضح أمام الجميع، وتكون ردود أفعاله المتوترة المبالغ بها هي عنوانه وكاشفه الأكبر، إلا أن هُناك بعض الأعراض الأخرى التي يُمكن لنا التنبؤ من خلالها بمرضى الهلع، ومنها:

الخوف حد الجنون وعدم القدرة على السيطرة على النفس.

اضطرالب الصحة النفسية

ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الدخول في حالة الهلع.

خفقان القلب وتسارع معدلات النبض به.

الانفصال عن المُحيطين بل وعن الذات.

ضيق التنفس يصل إلى الاختناق.

الدوار وقد يصل إلى الإغماء.

الألم المستمر في الصدر.

الهزة مع تحدق العينين.

الشعور بالانزعاج.

اضطراب المعدة.

الوخز المستمر.

التعرق الشديد.

رهبة الموت.

طنين الأذن.

القشعريرة.

جفاف الفم.

الارتجاف.

الاكتاب

 

إن لم يظهر بحد أدنى أربعة أعراض على الحالة؛ فتأكد أن هذا الشخص ليس بمريض هلع، وما يظهر عليه مُجرد محاكاة بين أعراض الاضطراب والهلع المؤقتة ليس إلا.

أما في حال قد ظهر على الشخص القلِق أكثر من أربعة أعراض فإنه مريض؛ ويتوجب التعامل معه بشكل مُختلف، وعرضه على اخصائي نفسي في قطر.

علاج نوبات الهلع

 

قد يرى البعض أن الهلع في حال ليس المرض بالغ الخطورة، والذي يستدعي الذهاب إلى معالج نفسي في قطر، ويُمكن التعامل معه بشكل سلس دون أخصائي نفسية وعصبية.

لكن على أرض الواقع ووفقًا للدراسات المخاطر التي قد تتبع هذا المرض حال تركه تتفاقم عما هو عليه، وقد تصل إلى حد التفكير بالانتحار خوفًا من خيالات تراود فكر المريض، لذا يتوجب التوجه الطبيب، وحينها ستجدونه يشق طريقه بأحد الاتجاهين

– العلاج النفسي  .

هو الطريق الأول الذي يسلكه الطبيب في علاج حالات الهلع، بمُختلف أنواعه، وبه يستهدف سلوك المريض ويسعى إلى تقويمه، وذلك من خلال تعديل الأفكار، ومساعدته في اتخاذ الجوانب الإيجابية من المواقف التي يتعرض لها، ويُعلمه كيفية التفكير بإيجابية لتجنب التعرض للهلع.

– العلاج الدوائ  .

هو الطريق الثاني؛ والذي يلجأ إليه الطبيب كعامل مُساعد للعلاج النفسي، أو طريق أساسي يجب أن يسير به مع المريض، ويتم تحديد الحاجة إليه حسب الحالة وإلى أي درجة من درجات الهلع قد وصلت الحالة

يستعين الطبيب هُنا بالأدوية المضادة للاكتئاب ومضادات القلق، والتي من شأنها مُساعدة المريض على قضاء أوقات أطول من الاسترخاء؛ بفعل السيطرة على بعض الإنزيمات الموجودة في المُخ، وبالتالي يُقلل من التفكير في المخاوف أو الغوص بأعماق الاكتئاب، والتي يتبعها تدهور في الحالة

كيفية التعامل مع نوبات الذعر  –

هل علاج حالات الهلع يتوقف على الطبيب؟ بالطبع لا.. فللأشخاص المُحيطين بتلك الحالات دور رئيسي في العلاج، وذلك من خلال اتباع بعض النصائح، ألا وهي:

تدريب المريض في المنزل على جلسات التنفس العميق، حيث تُساعده على الاسترخاء والتحسين من الحالة النفسية.

قص بعض المواقف الإيجابية على المريض، من أجل السيطرة على عقله الباطن؛ بتخيل الأشياء الجيدة التي تجعله في أقصى درجات الهدوء والراحة.

الذهاب به إلى مراكز التدريب المُتخصصة بتلك الحالات، والتي من شأنها تدريبه على اليقظة الذهنية، وبها يتمكن من إدراك الحالة التي هو عليها بشكلٍ أسرع، وبالتالي يكون أكثر قدرة على السيطرة على نفسه.

تجنب توجيه النقد المستمر له، لأن ذلك يُفاقم حالة الاكتئاب التي قد تُسيطر عليه.

يقدم مركز السنابل اطباء نفسيين في قطر تساعد المرضي علي التخلص من حالات الهلع او الفوبيا.

شجع مريض الهلع على التواجد في مجموعات الدعم، وهُم الأشخاص الذين يعانون من الحالة ذاتها، لكيلا يشعر بالوحدة، ويستنبط الامل منهم بالعلاج، ويستفيد من خبرات من هم على مشارف الشفاء التام، واحرص على استشارة أصحاب الخبرات، فالأمراض النفسية قد تفوق في خطرها البدنية؛ ولا حرج في التوجه للأطباء النفسيين، إلا في أعين أهل الجهل.