اضطرابات الأكل النفسية
اضطرابات الأكل النفسية
للطعام ارتباط كبير بصحتنا النفسية تمامًا كارتباطه بصحتنا البدنية. فجودة الطعام الذي نتناوله يؤثر على مستويات السكر في الدم والذي بدوره يحدد مدى النشاط والحيوية التي نتمتع بها في يومنا
كما أن تناول بعض الأطعمة المحددة يزيد من مستويات هرموني السعادة -الدوبامين و السيروتونين- في الجسم. وتلك العلاقة بين الطعام والصحة النفسية تعمل في كلا الاتجاهين، فبعض الأمراض النفسية التي قد نعاني منها تؤثر أيضًا على تناولنا للطعام وشهيتنا له
ما هي اضطرابات الأكل النفسية؟
اضطراب الأكل (eating disorder) هي مشكلة نفسية موروثة، أو مكتسبة جَراء صدمة نفسية أو عصبية، أو ظروف داعمة للقلق والتوتر. يتسبب اضطراب الأكل في اكتساب عادات صحية سيئة للغاية تؤثر على صحة الإنسان الجسدية والعقلية
للاضطراب صور عدة سواءًا بالإفراط أو التفريط في تناول الطعام، قهريًا أو بداعي القلق والتوت حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO خطورة اضطرابات الطعام باعتبارها أحد أكثر أسباب الوفاة في العالم بعد إدمان المخدرات. ولاضطرابات الأكل 6 صور مسجلة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في الولايات المتحدة (DSM)
فيما يلي أنواع اضطرابات الأكل :
فقدان الشهية العصبي anorexia Nervosa
وهو أشهر أنواع اضطرابات الأكل النفسية وأكثرها شيوعًا. وهو الخوف الشديد من زيادة الوزن والذي ينتج عنه فقدان تلقائي للشهية وصورة نفسية مشوهة عن الشكل الجسدي واعتقاد الشخص الدائم بأن لديه زيادة في الوزن رغم كونه نحيفًا أو فقد الكثير من الوزن في فترة قصيرة
فقدان الشهية العصبي يشيع أكثر في النساء ولا يصيب فقط أصحاب الأوزان الخفيفة بل قد يصيب ذوي الوزن الزائد. ذلك أن للمرض فئتين من الأشخاص في التعامل معه.*
ففي الفئة الأولى يتوقف الأشخاص عن تناول أنواع معينة من الطعام الغنية بالدهون أو ذات السعرات الحرارية العالية.*
أما في الفئة الثانية فيقوم المريض بعد تناول كميات كبيرة من الطعام، بالتقيء أو تناول الملينات أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة كمحاولة للتخلص من السعرات الحرارية المتناولة.*
يصاحب المرض أعراض وسواسية قهرية كالتفكير الزائد في الطعام والشعور بالذنب كلما تناول إحدى الوجبات.*
مرض فقدان الشهية العصبي هو مرض خطير قد يصيب الشخص بهشاشة ورقة في العظام، ضعف في معدلات الخصوبة، تساقط الشعر والأظافر وغير ذلك من الأضرار الجسيمة.*
مرض النهم العصبي Bulimia Nervosa
يتشابه مرض النهم العصبي مع فقدان الشهية العصبي في فترة ظهوره، حيث أن كلاهما يبدأ في الظهور في سن المراهقة وحتى الشباب. كما يتشابهان في الأعراض، حيث يعاني المريض من نوبات شراهة في تناول الطعام بشكل متكرر يتبعها الشعور بالذنب ومحاولة التخلص منه بالتقيء أو تناول الأدوية
يشكل مرض النهم العصبي مشاكل خطيرة قد تصل إلى نوبات قلبية إثر اختلال كبير في مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الدم
اضطراب الشراهة
يتشابه مرض الشراهة مع مرض النهم العصبي في الأعراض حيث أنه خلال كلاهما تسيطر نوبات من النهم والشراهة في تناول الطعام على المريض، تجعله يتناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير ودون توقف حتى بعد الإحساس بالشبع
يشعر بعض ذلك المريض بشعور عميق من الندم والذنب ولكن دون محاولة التخلص من السعرات الحرارية بالقيء أو تناول الملينات.*
يؤدي ذلك المرض إلى كثير من الاختلالات في معدلات الأيض خاصة إثر تناول كميات كبيرة من الأطعمة السكرية والتي تعد من أشهر أسباب الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.*
اشتهاء غرائب المواد pica
البيكا أو مرض اشتهاء الغرائب هو اشتهاء المريض المواد الغير قابلة للأكل كالخشب، التراب، الطباشير، الصابون، الورق، الشعر، الصوف، منظفات الملابس وغيرها
ينشأ ذلك المرض في الأطفال والبالغين على حد سواء ولكن تزيد احتمالية ظهوره في أصحاب الأمراض العقلية والذهنية كالتوحد والفصام
تتراوح مدى خطورة المرض طبقًا للمادة المشتهاة مما يجعله مميتًا في أحيان كثيرة ويستدعي العلاج فورًا
مرض الاجترار rumination disorder
هو قيام الشخص باسترجاع الطعام الذي قام بمضغه أوبلعه، ومن ثم بلعه ثانية أو تفله. وهو مرض اكتشف حديثًأ في الأطفال الرضع والبالغين أحيانًأ. وفي الرضع يظهر المرض في سن الثلاث إلى اثني عشرة شهرًا وغالبًا ما يتلاشى بعد ذلك. أما إن استمر المرض فمن الممكن أن يؤثر بشكل كبير على وزن الطفل والتغذية التي يتناولها. ومن أشهر الآثار الجانبية للاجترار مرض ارتجاع المرئ
اضطراب تجنّب / تقييد تناول الطعام Avoidant/restrictive food intake disorder
وهو مرض يدفع الأشخاص تلقائيًا إلى التوقف عن تناول الكثير من الأطعمة اللازمة للحصول على عناصر غذائية كافية لتغذية سليمة. وذلك المرض يكون عادة مصحوب بانعدام الرغبة في تناول الطعام بشكل عام أو العزوف عنه بسبب الطعم، الملمس، الرائحة، اللون أو غير ذلك يبدأ ظهور ذلك المرض في الأطفال تحت سن السابعة، ويسبب نقص ملحوظ في السعرات الحرارية التي يجب الحصول عليها يوميًا، وخسارة كبيرة في الوزن والابتعاد عن تناول الطعام أمام الآخرين.
علاج اضطرابات الأكل النفسية:
:يشمل علاج اضطرابات الأكل النفسية اللجوء إلى نوعين من المختصين
الأول: الطبيب أو المعالج النفسي
وذلك للقيام بالتشخيص المناسب للمريض ووضع خطة العلاج المناسبة للحالة المعنية، والتي يتم فيها استخدام أفضل طرق العلاج السلوكي المعرفي تبعًا لشخصية المريض وقابليته للعلاج والتحسن. *
التحدث مع المريض عن مرضه ومحاولة التعرف على أسباب المرض وتداعياته والمؤثرات التي تحفز من وجوده. *
تغيير المعتقدات الخاطئة عن الصحة والطعام وهدم أساليب التفكير التي تزيد من صعوبة التخلص من اضطرابات الاكل النفسية. *
وصف بعض الأدوية الطبية -إن استدعت الحالة- من مضادات الاكتئاب والذهان ومحسنات المزاج بالإضافة إلى فاتح للشهية إن استدعى الأمر ذلك. *
الثاني: مختص التغذية
يقوم أخصائي التغذية بإعداد حمية غذائية مناسبة لحالة المريض ووزنه بعد قياس مؤشر كتلة الدهون في الجسم BMI. *
يكمن دور الأخصائي في اطمئنان المريض للغذاء الذي يتناوله وتأكده من أنه لن يساهم في إكسابه الوزن أو التأثير على مظهره؛ مما يجعله أكثر أريحية حيال تناول الطعام. *
يجاوب المختص أيضًأ على جميع أسئلة المريض الملحة فيما يخص العادات الغذائية الصحيحة والسعرات الحرارية وغيرها. *
دور الأسرة في العلاج
أسرة المريض هي أول من يكتشف وجود إحدى اضطرابات الأكل لدى الشخص، ومن ثم يقع على عاتقها دور كبير في توجيه المريض والمسارعة بإحضاره إلى الطبيب النفسي عند رؤية أي من العلامات السابقة عليه
كما يجب على الأسرة أيضًا التحدث مع المريض وتشجيعه على تناول الطعام برفقتهم لمراقبة الشخص والتأكد من تناوله الطعام وعدم محاولة إخراجه ثانيةً بالتقيء أو تعاطي بعض الأدوية
في النهاية، الأمراض النفسية ذات التأثير الجسماني غالبًا ما تتطلب وقتًا طويلًا للعلاج والتكيف على العادات والمعتقدات الجديدة. وغالبًا ما يحتاج الشخص اللجوء لطبيب نفسي معني بمثل تلك الحالات للتخلص من اضطرابات الأكل النفسية بطريقة فعالة ودون التأثير على الصحة الجسدية
وللحصول على نتيجة جيدة، عليك زيارة أفضل استشاري نفسي في قطر