
تُعتبر صحة الفم والأسنان مؤشرًا مهمًا على الصحة العامة للجسم، حيث يرتبط العديد من الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية بتأثير مباشر على صحة اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان. في هذا الإطار، يُعد التهاب دواعم الأسنان الناتج عن حالات طبية أخرى أحد أبرز الأمثلة على التأثير المتبادل بين الصحة العامة وأمراض الفم.
هذا النوع من التهاب الدواعم يحدث عندما تتفاقم التهابات اللثة بسبب أمراض جهازية أو حالات طبية أخرى، مما يؤدي إلى تدهور الأنسجة المحيطة بالأسنان وفقدان الدعم العظمي لها. يحتاج هذا المرض إلى تدخل علاجي خاص ومُوجه ليس فقط للأسنان، بل لعلاج السبب الأساسي الكامن وراء الحالة.
كيف يتطور المرض في ظل الحالات الصحية؟
تؤثر بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، على جهاز المناعة وآلية التئام الأنسجة. عندما تُصاب اللثة بتراكم البلاك والبكتيريا، يُصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بـ التهاب دواعم السن الثانوي بسبب قلة مقاومة المناعة وضعف الدورة الدموية في الأنسجة الداعمة للأسنان.

في مثل هذه الحالات، تتطور الالتهابات بسرعة وتُسبب تلفًا شديدًا يصعب علاجه ما لم يتم التعامل مع المشكلة الأساسية.
أهم الحالات الطبية المؤثرة على دواعم الأسنان
1. مرض السكري
يُعد السكري أحد الأسباب الرئيسية وراء حدوث التهاب دواعم السن الناتج عن أمراض جهازية. عند ارتفاع مستويات السكر في الدم، يُصبح الجسم أقل قدرة على مقاومة العدوى، بما في ذلك التهابات اللثة. كما أن السكري يُقلل من تدفق الدم إلى اللثة، مما يُبطئ عملية الشفاء.
2. أمراض القلب
أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين أمراض القلب والتهابات اللثة. يُعتقد أن البكتيريا الموجودة في اللثة قد تنتقل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
3. هشاشة العظام
تؤدي هشاشة العظام إلى ضعف العظام المحيطة بالأسنان، مما يزيد من خطر الإصابة بـ التهاب دواعم السن المرتبط بحالات طبية وتخلخل الأسنان.
4. أمراض المناعة الذاتية
في بعض الحالات، مثل مرض الذئبة الحمامية أو التهاب المفاصل الروماتويدي، يُهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم السليمة، بما في ذلك الأنسجة الداعمة للأسنان.
5. السرطان وعلاجاته
العلاجات الكيماوية والإشعاعية تضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات دواعم الأسنان.
6. التغيرات الهرمونية
تُساهم التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو انقطاع الطمث في زيادة حساسية اللثة وتفاقم التهابات اللثة المزمنة.
كيف تظهر أعراض المرض؟
تتفاوت أعراض التهاب دواعم السن الناتج عن حالات صحية أخرى حسب شدة المرض والحالة الصحية للشخص. تشمل الأعراض الشائعة:
- نزيف اللثة المستمر: خاصة عند استخدام الفرشاة أو الخيط السني.
- تورم اللثة واحمرارها: يُعد من العلامات المبكرة لالتهاب الدواعم.
- تراجع اللثة: انكشاف جذور الأسنان مع انحسار اللثة.
- تكون الجيوب اللثوية: تُتيح بيئة خصبة لنمو البكتيريا.
- تخلخل الأسنان: بسبب تآكل العظام المحيطة بالدواعم.
- رائحة الفم الكريهة: ناتجة عن تراكم البكتيريا.
- الشعور بألم عند المضغ: نتيجة ضعف دعم الأسنان.
أسباب تفاقم المرض لدى المرضى الذين يعانون من حالات طبية
تحدث الإصابة بسبب مجموعة من العوامل التي تؤثر على الجسم بشكل مباشر وتُضعف المناعة. تشمل أسباب التهاب دواعم الأسنان الناتج عن حالات طبية أخرى:
- نقص مقاومة العدوى: نتيجة ضعف المناعة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
- ضعف التئام الجروح: كما هو الحال في مرض السكري أو عند الخضوع للعلاج الكيماوي.
- اضطرابات تدفق الدم: تؤدي إلى قلة تدفق الأكسجين إلى اللثة، مما يزيد من فرص الالتهاب.
- العادات السيئة: مثل التدخين الذي يُفاقم الحالة.
- الإهمال في نظافة الفم: خاصة لدى المرضى الذين يواجهون صعوبة في الاعتناء بأسنانهم بسبب حالتهم الصحية.
كيف يتم التشخيص؟
يتطلب تشخيص هذه الحالة تعاونًا بين طبيب الأسنان والأطباء المتخصصين في الحالة الطبية للمريض. يعتمد التشخيص على:
- التاريخ الطبي للمريض
يجب على الطبيب معرفة التاريخ الصحي والأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض. - الفحص السريري
يتم فحص اللثة بحثًا عن علامات الالتهاب، مثل النزيف أو التورم. - قياس عمق الجيوب اللثوية
يُستخدم مقياس خاص لتحديد مدى تقدم الالتهاب. - الأشعة السينية
تُظهر الأشعة مدى تآكل العظام المحيطة بالأسنان، وهو مؤشر مهم في تقييم شدة المرض. - فحوصات الدم
تُجرى أحيانًا للتحقق من مستويات السكر أو مؤشرات الالتهاب في الجسم.
أفضل طرق العلاج المتاحة
1. السيطرة على الحالة الطبية الأساسية
الخطوة الأولى في علاج التهاب الأسنان الطبي هي التحكم بالمرض المُسبب، مثل ضبط مستويات السكر لدى مرضى السكري أو علاج اضطرابات المناعة الذاتية.
2. تنظيف الأسنان العميق
يتضمن إزالة البلاك والجير من فوق وتحت اللثة وتنظيف الجيوب اللثوية بعمق.
3. استخدام المضادات الحيوية
في بعض الحالات، يصف الطبيب مضادات حيوية موضعية أو فموية للقضاء على البكتيريا.
4. الجراحة اللثوية
في الحالات المتقدمة، قد يلجأ الطبيب إلى جراحة لإزالة الجيوب العميقة وترميم الأنسجة المتضررة.
5. العلاج بالليزر
يُستخدم الليزر لإزالة البكتيريا بشكل دقيق دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير.
6. الرعاية المنزلية
- تنظيف الأسنان بانتظام باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد.
- استعمال الخيط السني والمضمضة بغسول مضاد للبكتيريا.
- زيارة الطبيب بشكل دوري لمتابعة الحالة.
كيفية الوقاية من المرض
تُعد الوقاية من التهاب دواعم الأسنان أمرًا ضروريًا، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة. إليك أبرز النصائح:
- العناية اليومية بالفم: تنظيف الأسنان بانتظام باستخدام فرشاة ومعجون مناسب.
- متابعة الحالة الصحية: الحرص على السيطرة على الأمراض المزمنة، مثل السكري.
- تجنب التدخين: لأنه يُضعف أنسجة اللثة ويُفاقم الالتهاب.
- زيارة الطبيب بانتظام: لإجراء فحوصات دورية وتنظيف الأسنان العميق.
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
الإجابة عن الأسئلة الشائعة حول التهاب دواعم الأسنان الناتج عن حالات طبية أخرى

ما هي الحالات الطبية التي قد تسبب التهاب دواعم الأسنان؟
تشمل الحالات الطبية أمراض السكري، أمراض القلب، هشاشة العظام، اضطرابات المناعة الذاتية، والسرطان.
كيف يؤثر مرض السكري على صحة دواعم الأسنان؟
يُضعف السكري مقاومة الجسم للعدوى ويُبطئ التئام الأنسجة، مما يُزيد من فرص الإصابة بالتهاب اللثة والدواعم.
ما هي العلاقة بين أمراض القلب والتهاب دواعم الأسنان؟
قد تنتقل البكتيريا من اللثة المصابة إلى مجرى الدم، مما يُزيد من تراكم اللويحات في الشرايين ويُهدد صحة القلب.
كيف يمكن الوقاية من التهاب دواعم الأسنان الناتج عن حالات طبية؟
يتم الوقاية من خلال العناية بنظافة الفم، السيطرة على الحالة الطبية الأساسية، وتجنب التدخين.
ما هي العلاجات المتاحة لالتهاب دواعم الأسنان في هذه الحالات؟
تشمل العلاجات تنظيف الأسنان العميق، استخدام المضادات الحيوية، الجراحة في الحالات المتقدمة، والعلاج بالليزر.
يُعتبر التهاب دواعم الأسنان الناتج عن حالات طبية أخرى من المشكلات الصحية التي تتطلب التعامل معها بحذر وعناية خاصة. إن السيطرة على المرض الأساسي، إلى جانب العناية بصحة الفم والأسنان، يُساهمان بشكل كبير في الوقاية من هذا المرض وعلاجه بفعالية. تذكّر دائمًا أن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة مع طبيب الأسنان والطبيب المختص يُمثلان الخطوة الأساسية للحفاظ على صحة الفم والجسم.