
يُعد التهاب العصب الناتج عن كسر أو إصابة حالة شائعة تحدث عندما تتعرض الأسنان أو العظام لصدمة تؤدي إلى إصابة العصب الداخلي. يُعرف هذا النوع من الالتهاب باسم التهاب العصب الرضي، وهو من الحالات التي تحتاج إلى تشخيص دقيق وتدخل علاجي سريع لتجنب المضاعفات، مثل تلف الأنسجة أو فقدان السن.
تُشكل الإصابات الجسدية والكسور تهديدًا مباشرًا لصحة العصب، خاصةً إذا كانت شديدة أو مُهملة لفترة طويلة. لذلك، تتطلب هذه الحالات عناية خاصة للحد من الألم المستمر والوقاية من تدهور الحالة.
كيف يحدث التهاب الأعصاب بعد الإصابات؟
عندما يتعرض السن أو العظام المحيطة به لإصابة مباشرة مثل كسر أو صدمة قوية، قد تتأثر الأنسجة الداخلية التي تحتوي على الأوعية الدموية والأعصاب. هذا التأثير يتسبب في تهيج العصب وبدء عملية الالتهاب. إذا كانت الإصابة بسيطة، قد يكون الالتهاب مؤقتًا، ولكن في الحالات الشديدة، يمكن أن يتطور إلى التهاب العصب الناتج عن الصدمة.

إن قوة الصدمة قد تقطع تدفق الدم إلى العصب، مما يؤدي إلى حرمانه من العناصر الغذائية والأكسجين، وهذه الحالة تؤدي في النهاية إلى التهاب العصب الناتج عن كسر أو إصابة وفقدان وظيفته.
العوامل المؤدية إلى هذه الحالة
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التهاب العصب الناتج عن الرض، ومن أهمها:
- إصابات الرياضة: خاصةً عند عدم استخدام واقيات الأسنان أثناء ممارسة الأنشطة العنيفة.
- الحوادث الجسدية: مثل السقوط المفاجئ أو التعرض لضربة قوية على الفم.
- كسر الأسنان: سواء كان الكسر سطحيًا أو عميقًا، فإنه يؤثر مباشرة على العصب.
- الإجراءات الطبية غير الدقيقة: مثل الحشوات أو التيجان التي تلامس العصب دون عزل مناسب.
- الضغط المفرط على الأسنان: مثل طحن الأسنان (الصرير) الذي قد يؤدي إلى تشقق الأسنان بمرور الوقت.
كيف يُمكن التعرف على المشكلة في مراحلها المبكرة؟
من الضروري الانتباه إلى الأعراض المبكرة لتجنب تفاقم الحالة. تشمل أعراض التهاب العصب الناتج عن كسر أو إصابة الناتج عن الإصابة:
- ألم مفاجئ وشديد: يظهر بعد التعرض للإصابة مباشرة.
- حساسية مفرطة: تجاه الحرارة والبرودة، حتى مع التعرض الخفيف.
- تغير لون السن: يتحول لون السن إلى الرمادي أو الأزرق نتيجة تأثر العصب.
- تورم اللثة المحيطة: قد يظهر التورم كعلامة على وجود التهاب داخلي.
- رائحة كريهة من الفم: تحدث عند تطور الالتهاب إلى عدوى بكتيرية.
إذا لم يتم علاج الحالة مبكرًا، قد يتحول الأمر إلى التهاب العصب غير القابل للإصلاح، مما يتطلب تدخلاً أكثر تعقيدًا.
مراحل تطور المشكلة
يمر الالتهاب الناتج عن الإصابات بمراحل متعددة تبدأ من بسيطة وتنتهي بمضاعفات خطيرة إذا لم يتم العلاج:
- مرحلة الالتهاب الأولية: يكون الألم طفيفًا لكنه يزداد مع الوقت.
- مرحلة الالتهاب المزمن: يبدأ العصب في التدهور بسبب تكرار الالتهاب.
- مرحلة تلف العصب: في هذه المرحلة، يصبح العصب غير قادر على أداء وظيفته، وتظهر الأعراض بشكل حاد.
كيفية تشخيص الحالة بدقة
يعتمد تشخيص التهاب العصب الناتج عن الكسر على عدة إجراءات يقوم بها الطبيب المختص، لضمان الدقة واختيار العلاج المناسب. تشمل طرق التشخيص ما يلي:
- التاريخ الطبي: يُسأل المريض عن الحادث أو الإصابة التي تعرض لها.
- الفحص السريري: يفحص الطبيب الأسنان واللثة بحثًا عن أي كسور أو تغيرات مرئية.
- اختبارات الحساسية: يتم اختبار استجابة السن للحرارة أو البرودة لتحديد نشاط العصب.
- الأشعة السينية: تُظهر الأشعة تفاصيل العصب والجذور والأنسجة المحيطة للكشف عن أي تلف داخلي.
- اختبارات العصب الكهربائية: لتقييم حالة العصب واستجابته للتحفيز.
طرق علاج التهاب الأعصاب الناتج عن الإصابات
1. العلاج التحفظي
في المراحل المبكرة، قد يكون العلاج بسيطًا، مثل تنظيف السن المصاب ووضع حشوة مؤقتة لمنع تطور الالتهاب.
2. العلاج الجذري
في الحالات المتقدمة، حيث يوجد التهاب العصب الناتج عن الكسر، يتم اللجوء إلى علاج قناة الجذر. يتضمن هذا الإجراء:
- إزالة العصب التالف.
- تنظيف وتعقيم القناة العصبية.
- إغلاق القناة بمادة طبية خاصة لتجنب العدوى المستقبلية.
3. الترميمات السنية
بعد علاج العصب، يتم ترميم السن باستخدام تاج أو حشوة دائمة لضمان قوته واستعادة وظيفته الطبيعية.
4. المضادات الحيوية
في حالات العدوى البكتيرية المصاحبة، يصف الطبيب مضادات حيوية للتخلص من الالتهاب.
5. خلع السن المصاب
إذا كان السن في حالة سيئة ولا يمكن إنقاذه، يتم اللجوء إلى خلع السن واستبداله بزراعة سن صناعي أو تركيب جسور.
مخاطر إهمال العلاج
إذا لم يتم علاج الحالة بسرعة، قد تحدث مضاعفات خطيرة، منها:
- تكون خراجات: نتيجة انتشار العدوى داخل العظم المحيط.
- تآكل العظم: قد تؤدي العدوى إلى تدمير العظام المحيطة بالسن.
- فقدان السن: يصبح السن غير قابل للترميم.
- انتقال العدوى: قد تنتشر العدوى إلى مناطق أخرى في الجسم عبر الدم.
نصائح للوقاية من التهاب الأعصاب بعد الإصابات
للوقاية من التهاب العصب الناتج عن الإصابة، يجب اتباع بعض النصائح المهمة:
- ارتداء واقي الفم أثناء ممارسة الرياضة.
- تجنب العض على الأشياء الصلبة التي قد تسبب كسورًا في الأسنان.
- معالجة الكسور فور حدوثها لتجنب تلف العصب.
- العناية الجيدة بصحة الفم لمنع تسوس الأسنان الذي قد يزيد من تفاقم الإصابة.
- زيارة الطبيب فور التعرض لإصابة حتى لو كانت طفيفة.
الأسئلة الشائعة حول التهاب العصب الناتج عن كسر أو إصابة

كيف تؤدي الكسور أو الإصابات إلى التهاب العصب؟
عندما تتعرض الأسنان لكسور أو صدمات، قد تتأذى الأوعية الدموية والأعصاب داخل السن، مما يؤدي إلى تهيجها وبدء الالتهاب. استمرار الإصابة دون علاج يتسبب في تلف العصب وتفاقم المشكلة.
ما هي أعراض التهاب العصب الناتج عن إصابة؟
تشمل الأعراض ألمًا مفاجئًا، حساسية مفرطة للحرارة أو البرودة، تغير لون السن، تورم اللثة المحيطة، ورائحة كريهة من الفم.
كيف يتم تشخيص التهاب العصب بعد الإصابة؟
يعتمد التشخيص على الفحص السريري، الأشعة السينية، اختبارات الحساسية، واختبارات العصب لتقييم وظيفته.
ما هي العلاجات المتاحة لالتهاب العصب الناتج عن إصابة؟
تشمل العلاجات تنظيف العصب وعلاج الجذور، استخدام الترميمات السنية، المضادات الحيوية، وفي الحالات المتقدمة خلع السن المصاب.
هل يمكن الوقاية من التهاب العصب بعد الإصابات؟
نعم، يمكن الوقاية من هذه الحالة عبر ارتداء واقيات الفم أثناء الرياضة، تجنب العادات السيئة، معالجة الإصابات بسرعة، والاهتمام بنظافة الأسنان.
إن التعامل مع التهاب العصب الناتج عن كسر أو إصابة يتطلب سرعة في التشخيص ودقة في العلاج لتجنب المضاعفات. من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة والالتزام بالعلاج الطبي الموصوف، يمكن الحفاظ على صحة العصب والأسنان وتجنب المضاعفات المستقبلية. تبقى العناية اليومية والحرص على تجنب الإصابات هي أفضل الحلول للحفاظ على صحة الفم على المدى الطويل.