
في معظم العائلات، يُفترض أن يكون الأخ سندًا، ورفيقًا، ومصدر دعم لا محدود. لكن في بعض الأحيان، قد يتحول الأخ إلى مصدر استنزاف نفسي، ومصدر دائم للقلق والتوتر، خاصة إذا كان يعاني من نرجسية مرضية تؤثر في طريقة تواصله وسلوكه مع إخوته. هنا، تبدأ المعاناة من شخصية تُعرف في علم النفس بـ “الأخ النرجسي”.
في مركز السنابل للطب النفسي المتخصص، نستقبل العديد من الحالات التي تحمل مشكلات أسرية مزمنة بسبب أفراد نرجسيين في محيط العائلة، وعلى رأسهم “الأخ النرجسي”. هذا المقال مخصص لمساعدتك على فهم سمات هذه الشخصية، والتعرّف على طرق التعامل معها بشكل صحي، دون أن تُضحّي بصحتك النفسية.
من هو الأخ النرجسي؟
الأخ النرجسي هو فرد من أفراد الأسرة يعاني من اضطراب في الشخصية، أو يتّسم بسلوكيات نرجسية واضحة، تتمثل في:

- حب مفرط للذات.
- انعدام التعاطف.
- رغبة مستمرة في التقدير والتميّز.
- سعي دائم للسيطرة على من حوله.
قد لا يكون نرجسيًا بشكل كامل وفق التشخيص الطبي، لكنه يتبنى أنماطًا سلوكية نرجسية تترك أثرًا نفسيًا عميقًا على إخوته.
سمات الأخ النرجسي: كيف تميّزه؟
1. يحب أن يكون محور الاهتمام دائمًا
لا يحتمل أن يكون أحد غيره في دائرة الضوء، ويشعر بالغيرة حتى من إنجازات إخوته.
2. يتقن التلاعب النفسي (Gaslighting)
يجعلك تشك في نفسك، يُشكك في مشاعرك، يرفض تصديق آلامك، ويلومك على أفعاله.
3. ينتقد كثيرًا ويُثني قليلًا
دائم التقليل من قدراتك، لا يُعجبه شيء، لكنه يتوقع منك أن تُثني عليه باستمرار.
4. لا يتحمل المسؤولية
يلقي اللوم دائمًا على الآخرين، ولا يعترف بخطئه أبدًا حتى وإن كان واضحًا.
5. يغضب لأتفه الأسباب
ردود فعله مبالغ فيها، ويشعر بالإهانة بسهولة شديدة، ثم يُحمّلك مسؤولية مشاعره.
6. يتلاعب بالعائلة لصالحه
قد يسعى لتشويه صورتك أمام الوالدين أو الأقارب، ويُظهر نفسه على أنه الضحية دائمًا.
العلاقة مع الأخ النرجسي: معركة صامتة
العلاقة اليومية مع الأخ النرجسي ليست بسيطة، لأنها تنطوي على الكثير من الضغط النفسي والعاطفي، مثل:
- الشعور الدائم بأنك المُخطئ.
- الخوف من المواجهة أو التعبير عن الذات.
- الانسحاب من التجمعات العائلية لتجنب الصدام.
- مشاعر الذنب المستمرة بسبب تهديداته العاطفية.
مع الوقت، قد تجد نفسك تضع حدودًا صارمة مع الجميع، ليس فقط مع أخيك النرجسي، وهو ما يُظهر التأثير العميق لشخصيته على ديناميكية الأسرة.
كيف أتعامل مع أخي النرجسي دون أن أخسر نفسي؟
التعامل مع الأخ النرجسي يحتاج إلى ذكاء عاطفي ومهارات تواصل ناضجة، منها:
1. ضع حدودًا واضحة
أخبره بلطف أنك لن تستجيب لسلوكياته السامة، وحدد ما هو مقبول وغير مقبول بوضوح.
2. تجنّب الجدل العقيم
لن تُقنعه بسهولة، خاصة عندما يُنكر الواقع. الأفضل هو تجاهل السلوك المستفز وتوجيه الحوار لما هو مفيد.
3. لا تُفصح عن نقاط ضعفك أمامه
لأنه قد يستخدمها لاحقًا ضدك في لحظات الصدام.
4. اعتمد على دعم خارجي
التحدث إلى صديق موثوق أو معالج نفسي يمكن أن يكون متنفسًا صحيًا بعيدًا عن ساحة التوتر.
5. مارس الاستقلال العاطفي
لا تنتظر منه الحب أو التقدير، وابدأ ببناء هويتك وشعورك بالاستحقاق من مصادر أخرى.
هل يمكن أن يتغير الأخ النرجسي؟
التغيير ممكن، لكنه مشروط بعدة عوامل:
- إدراكه بوجود مشكلة في سلوكه.
- رغبته الحقيقية في تحسين علاقاته.
- استعداده لطلب المساعدة النفسية.
لكن للأسف، أغلب الشخصيات النرجسية لا ترى نفسها مخطئة، وتعتقد أن الخلل في الجميع إلا هي. لذا، من المهم ألا تربط استقرارك النفسي بتغيره المحتمل.
تأثير الأخ النرجسي على الأسرة: التوازن المختل
وجود الأخ النرجسي يخلق بيئة غير متوازنة داخل العائلة، ومن أبرز التأثيرات:
- انقسام الولاء داخل الأسرة: بعض الأفراد يصدقونه، وآخرون يقفون ضده.
- التقليل من قيمة الأخوة الآخرين أمام الوالدين.
- إثارة الصراعات بشكل دائم، مما يُضعف الروابط الأسرية.
- خلق شعور دائم بالعداء أو التنافس غير الصحي.
خدمات مركز السنابل لعلاج آثار العلاقات النرجسية
في مركز السنابل للطب النفسي المتخصص، نوفّر دعمًا متكاملًا لمن يعانون من ضغوط العيش مع أفراد نرجسيين، يشمل:
- جلسات علاج فردي لتقوية احترام الذات والتخلص من الذنب والتشوش.
- برامج توعية نفسية لفهم الشخصية النرجسية وآليات الدفاع المناسبة.
- تدريب على مهارات وضع الحدود والردود الفعالة.
- استشارات أسرية لتحسين ديناميكية العلاقات داخل العائلة (عند الاستعداد الجماعي).
الأسئلة الشائعة عن الأخ النرجسي

1. ما هي صفات الأخ النرجسي؟
التمركز حول الذات، قلة التعاطف، نقد دائم، حب السيطرة، تهويل الإنجازات، ورفض المسؤولية.
2. كيف يمكن التعامل مع الأخ النرجسي في الأسرة؟
بوضع حدود واضحة، عدم الانخراط في الجدل، الحفاظ على الاستقلال العاطفي، وطلب دعم نفسي خارجي عند الحاجة.
3. ما تأثير وجود أخ نرجسي على العلاقات العائلية؟
يؤدي إلى صراعات داخلية، تنافس سلبي، فقدان الثقة بين أفراد الأسرة، وأحيانًا الانقسام في الولاء.
4. هل يمكن للأخ النرجسي أن يكون واعيًا بسلوكه؟
نادرًا، لكنه ممكن في بعض الحالات، خاصة إذا واجه خسائر كبيرة أو شعر بالوحدة الشديدة.
5. كيف يمكن حماية النفس من تأثيرات الأخ النرجسي؟
بالتثقيف النفسي، بناء شبكة دعم خارجي، تقوية الثقة بالنفس، واللجوء إلى علاج نفسي عند الضرورة.
ليس من السهل التعايش مع أخ نرجسي، لكن الأصعب هو أن تفقد نفسك وأنت تحاول الحفاظ على علاقتك به. صحتك النفسية تستحق منك أن تعتني بها، وتضع الحدود التي تحميك من السلوك السام.
في مركز السنابل للطب النفسي المتخصص، نحن هنا لنساعدك على بناء علاقة أكثر توازنًا، أو على الأقل، أن تبني ذاتك رغم العلاقات المؤذية من حولك.
تواصل معنا الآن… فكل بداية تعافي تبدأ بخطوة واحدة نحو وعيك بنفسك.