
النرجسية هي صفة نفسية مثيرة للجدل ترتبط بالثقة الزائدة بالنفس، والشعور بالتفوق، والاحتياج المستمر للإعجاب من الآخرين. تنطوي هذه السمة على مجموعة متنوعة من السلوكيات والتصرفات التي يمكن أن تكون مدمرة على المستوى الشخصي والاجتماعي. في هذا المقال، سنتعرف على صفاتها، أسبابها، تأثيرها على العلاقات، وكيفية التعامل مع الشخص النرجسي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إمكانية علاج هذه الشخصية.
صفات الشخصية النرجسية

تتميز بمجموعة من الصفات والسلوكيات التي تجعل من الصعب على الشخص النرجسي أن يرى أو يتفاعل مع العالم من منظور الآخرين. إليك أبرز صفات الشخصية النرجسية:
- الشعور بالعظمة: الشخص النرجسي يرى نفسه أفضل من الآخرين ويعتقد أن له حقوقاً خاصة تتجاوز حقوق غيره.
- الاهتمام الزائد بالمظهر: يهتم الشخص بمظهره الخارجي بشكل مبالغ فيه ويبحث دائماً عن طرق لجذب الانتباه.
- الافتقار إلى التعاطف: غالباً ما يفتقر الشخص إلى القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين أو تفهم احتياجاتهم.
- الحاجة الدائمة للإعجاب: الشخص النرجسي يشعر بالسعادة والرضا عندما يحصل على إعجاب الآخرين، وقد يسعى بكل السبل لنيل هذا الإعجاب.
- الاستغلالية: النرجسيون يميلون إلى استغلال الآخرين لتحقيق أهدافهم دون التفكير في العواقب.
أسبابها
تنشأ نتيجة مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية. تتراوح بين الوراثة والتربية والعوامل البيئية:
- التربية الزائدة أو المتساهلة: حيث يتم تعزيز شعور الشخص بأنه أفضل من الآخرين بسبب مدح مفرط من قبل الأهل.
- الإهمال أو الانتقاد المفرط: بعض الأشخاص يطورون سلوكيات نرجسية نتيجة لتجارب سلبية مثل الانتقاد المستمر أو التجاهل في مرحلة الطفولة.
- العوامل الوراثية: الدراسات تشير إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دوراً في تطوير السمات النرجسية.
النرجسية في العلاقات
يمكن أن تؤثر سلباً على العلاقات الشخصية والزوجية. النرجسي غالباً ما يكون غير قادر على بناء علاقة متوازنة وصحية مع الآخرين. حيث يتميز الشخص النرجسي بما يلي:
- عدم القدرة على تقديم الدعم: النرجسي لا يهتم بمشاعر الشريك أو احتياجاته.
- التحكم والسيطرة: يسعى الشخص النرجسي إلى السيطرة على العلاقة من خلال فرض آرائه وقيمه.
- عدم الاعتراف بالأخطاء: من النادر أن يعترف النرجسي بخطأه، بل قد يلقي اللوم على الشريك.
كيفية التعامل مع الشخص النرجسي
التعامل مع الشخص النرجسي قد يكون تحدياً صعباً، ولكن هناك استراتيجيات يمكن اتباعها للتخفيف من الصدامات والتوترات. فيما يلي بعض كيفية التعامل مع الشخص النرجسي:
- تحديد الحدود: من المهم وضع حدود واضحة والتمسك بها عند التعامل مع شخص نرجسي.
- عدم الانغماس في محاولات إرضاء النرجسي: الشخص النرجسي يبحث دائماً عن الإعجاب، لكن من الأفضل عدم محاولة إرضائه بشكل دائم.
- التحدث بصراحة: عند مواجهة سلوكيات نرجسية، من الضروري التحدث بصراحة والاحتفاظ بهدوء في المناقشات.
- اللجوء إلى المساعدة النفسية: في بعض الأحيان، قد تكون الاستشارة النفسية هي الحل الأفضل للتعامل مع الشخص النرجسي.
علاج النرجسية

يتطلب الأمر عادة جلسات علاج نفسي تهدف إلى مساعدة الشخص النرجسي على فهم تأثير سلوكياته على الآخرين. يشمل العلاج النفسي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يركز على تغيير الأفكار والسلوكيات النرجسية وتحسين القدرة على التعاطف مع الآخرين.
- التثقيف العاطفي: يساعد في تطوير مهارات التحكم في الانفعالات وفهم مشاعر الآخرين.
- العلاج الجماعي: يمكن أن يكون العلاج الجماعي مفيداً لبعض النرجسيين، حيث يعزز التفاعل مع الآخرين ويشجع على الاستماع وفهم المشاعر المختلفة.
سؤال وجواب
1. ما هي النرجسية؟ هي حالة نفسية تتميز بالشعور المفرط بأهمية الذات، والحاجة الدائمة للإعجاب، وصعوبة في التعاطف مع الآخرين. الشخص النرجسي يرى نفسه بشكل عام أفضل من غيره ويعتقد أن له حقوقاً خاصة.
2. ما هي صفات الشخصية النرجسية؟ من أبرز صفات الشخصية النرجسية: الشعور بالعظمة، الحاجة المستمرة للإعجاب، عدم القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين، الاستغلالية، والتحكم في العلاقات.
3. كيف يمكن التعامل مع الشخص النرجسي؟ من المهم التعامل مع الشخص النرجسي بحذر. يمكن تحديد الحدود، تجنب محاولات إرضائه بشكل مستمر، التحدث معه بصراحة وهدوء، واللجوء إلى المساعدة النفسية إذا لزم الأمر.
4. هل النرجسية تعد اضطراباً نفسياً؟ نعم، في بعض الحالات يمكن أن تكون جزءاً من اضطراب الشخصية النرجسية، وهو اضطراب نفسي يتطلب تشخيصاً وعلاجاً من قبل متخصصين في الصحة النفسية.
5. هل يمكن علاج الشخصية النرجسية؟ نعم، يمكن علاجها من خلال جلسات العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد على تغيير السلوكيات وتعزيز القدرة على التعاطف مع الآخرين