
يعتبر اضطراب الشخصية الحدية واحدًا من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وإثارة للجدل. يتميز بتقلبات مزاجية حادة، وسلوكيات اندفاعية، وصعوبة في إقامة علاقات مستقرة.
ما هي الشخصية الحدية؟

الشخصية الحدية هي نوع من الاضطرابات النفسية التي تتسم بعدم استقرار المشاعر والعلاقات والسلوكيات. يُظهر الأفراد المصابون بهذا الاضطراب تقلبات حادة في المزاج وقد يعانون من مشاعر فراغ مستمرة وخوف من الهجر. يمكن أن تتسم أيضًا بسلوكيات اندفاعية، مثل الإنفاق الزائد أو الإفراط في تناول الطعام أو تعاطي المخدرات.
صفات الشخصية ذات الاضطراب
الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يظهرون سمات مميزة تجعلهم مختلفين عن الأفراد العاديين. تشمل الصفات الشائعة لهذا الاضطراب ما يلي:
- تقلبات مزاجية حادة: قد ينتقل الشخص الحدّي بسرعة من الشعور بالسعادة إلى الاكتئاب أو الغضب.
- خوف من الهجر: غالبًا ما يشعرون بالخوف المفرط من أن يتم تركهم من قبل الأشخاص المقربين.
- صعوبة في إقامة علاقات مستقرة: تتسم علاقاتهم بالعواطف المتقلبة، حيث يمكن أن يتحول الشريك من كونه “مثاليًا” إلى “سيئ” في نظرهم في لحظة واحدة.
- سلوكيات اندفاعية: يتخذ الأفراد الحدّيون قرارات متهورة مثل الإنفاق المالي العشوائي أو تناول الكحول بكميات كبيرة.
- مشاعر الفراغ المستمرة: يشعرون بالملل أو الفراغ الداخلي الذي يصعب ملؤه بأي نشاط أو علاقة.
أسباب اضطراب الشخصية
على الرغم من عدم وجود سبب واحد يُفسر اضطراب الشخصية بشكل دقيق، إلا أن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب:
- العوامل الوراثية: هناك أدلة تشير إلى أن اضطراب الشخصية الحدية قد يكون له أساس وراثي. إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من هذا الاضطراب، فمن المحتمل أن يكون هناك ميل وراثي للإصابة به.
- البيئة والنشأة: قد تؤثر التجارب الصادمة في الطفولة، مثل الإيذاء الجسدي أو العاطفي، على تطور الشخصية الحدية.
- العوامل العصبية: بعض الأبحاث تشير إلى أن هناك تغييرات في مناطق معينة من الدماغ المرتبطة بتنظيم المشاعر والسلوكيات قد تسهم في حدوث الاضطراب.
كيفية التعامل مع الشخص ذو اضطراب
التعامل مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية الحدية قد يكون تحديًا كبيرًا، ولكن هناك استراتيجيات يمكن أن تسهم في تحسين العلاقة وتجنب النزاعات:
- التعاطف والفهم: حاول أن تكون مستمعًا جيدًا وأن تُظهر التعاطف مع مشاعر الشخص الآخر، حتى وإن كانت ردود أفعاله تبدو مبالغًا فيها.
- الحفاظ على الحدود الشخصية: من المهم وضع حدود واضحة تحميك من الاستغلال العاطفي، مع توضيح السلوكيات غير المقبولة.
- التواصل الفعّال: استخدم عبارات تعكس مشاعرك بطريقة هادئة وواضحة، وتجنب توجيه اللوم أو الانتقاد بشكل مباشر.
- دعم العلاج المهني: شجّع الشخص على طلب المساعدة النفسية المتخصصة، فقد يكون العلاج النفسي ضروريًا للتحكم في الأعراض وتحسين الحياة اليومية.
علاج الشخصية الحدية

على الرغم من أن اضطراب الشخصية يعتبر من الاضطرابات المزمنة، إلا أن هناك خيارات علاجية فعالة يمكن أن تساعد على تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة:
- العلاج النفسي: يعد العلاج السلوكي الجدلي (DBT) من أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية في التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية. يساعد هذا العلاج في تحسين مهارات التحكم في العواطف والتعامل مع الضغوط.
- العلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب أو المثبتات المزاجية للتخفيف من الأعراض المزاجية.
- الدعم الأسري والتوجيه: توجيه العائلة حول كيفية التعامل مع الشخص الحدّي وتقديم الدعم المناسب يمكن أن يكون جزءًا مهمًا من خطة العلاج.
الاسئلة الشائعة
1. ما هي الشخصية الحدية؟
هي اضطراب نفسي يتسم بعدم استقرار المشاعر والعلاقات والسلوكيات، ويظهر في سلوكيات اندفاعية وتقلبات مزاجية حادة وخوف من الهجر.
2. ما هي أسباب اضطراب الشخصية ؟
تعود إلى مجموعة من العوامل، منها العوامل الوراثية، والتجارب البيئية والنفسية الصادمة في الطفولة، وكذلك بعض التغييرات العصبية في الدماغ.
3. ما هي أعراض اضطراب الشخصية ؟
تشمل الأعراض الرئيسية تقلبات مزاجية حادة، شعور دائم بالفراغ، سلوكيات اندفاعية، خوف من الهجر، وصعوبة في الحفاظ على علاقات مستقرة.
4. كيف يؤثر اضطراب الشخصية على العلاقات؟
يمكن أن يؤدي الاضطراب إلى تقلبات حادة في العلاقات، حيث يواجه الأفراد صعوبة في التعامل مع الرفض أو الهجر، مما يؤدي إلى تصرفات اندفاعية أو انفعالات شديدة قد تؤثر على استقرار العلاقات.
5. هل يمكن علاج الشخصية الحدية؟
نعم، يمكن علاج الاضطراب من خلال العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي الجدلي، واستخدام الأدوية للمساعدة في السيطرة على الأعراض، إلى جانب تقديم الدعم الأسري والتوجيه.