
هل سبق لك أن شعرت بثقل مفاجئ على صدرك؟ صعوبة في التنفس؟ إحساس داخلي بالاختناق لا تعرف له سببًا واضحًا؟ قد تسميه كتمة، أو ضيقًا في النفس، أو فقط شعورًا خانقًا في الصدر. لكن خلف هذا الإحساس البسيط قد تختبئ إشارات صحية ونفسية لا ينبغي تجاهلها أبدًا.
في مركز السنابل للطب النفسي المتخصص، نؤمن أن الإحساس بضيق الصدر ليس دائمًا دليلًا على مشكلة جسدية فحسب، بل قد يكون تعبيرًا صامتًا من العقل عن توتر أو قلق دفين. لذلك، نسلّط الضوء في هذا المقال على أسبابه المحتملة، وأعراضه المصاحبة، وطرق التعامل معه بوعي واطمئنان.
ما هو الإحساس بضيق الصدر؟
الإحساس بضيق الصدر هو شعور غير مريح في منطقة الصدر، يُوصف أحيانًا بـ:

- ضغط أو ثقل.
- اختناق داخلي.
- صعوبة في التنفس العميق.
- ألم طفيف أو حارق.
- أو حتى شعور بالخوف المفاجئ من دون سبب ظاهر.
يظهر بشكل مفاجئ أحيانًا، وقد يكون متقطعًا أو مستمرًا لفترات. المهم أنه ليس عرضًا بسيطًا دائمًا، بل قد يُنذر بشيء أكبر.
أعراض كتمة بالصدر: كيف تظهر؟
تشمل أعراض كتمة بالصدر ما يلي:
- الشعور بانكماش داخلي أو انقباض في منتصف الصدر.
- صعوبة في أخذ شهيق عميق.
- تسارع في ضربات القلب.
- تعرّق بارد أو ارتجاف.
- إحساس عام بالخوف أو القلق.
- في بعض الحالات: دوار أو رغبة في الإغماء.
وغالبًا ما يختلط الأمر على كثيرين: هل هو مشكل نفسي؟ أم عضوي؟ أم كلاهما؟ وهذا ما نوضحه في الفقرات التالية.
أسباب كتمة الصدر: الجسد والنفس يتحدثان
1. أسباب جسدية
- أمراض القلب (كالذبحة الصدرية أو النوبات القلبية): وقد تكون مصحوبة بألم ينتشر إلى الذراع أو الفك.
- مشاكل الرئة: كالتهاب الشعب الهوائية، الربو، أو الجلطات الرئوية.
- ارتجاع المريء: حيث يصعد الحمض إلى الصدر مسببًا ضغطًا وألمًا.
- فقر الدم أو مشاكل الغدة الدرقية: ما يؤثر على توزيع الأوكسجين بالجسم.
- مشاكل عضلية أو هيكلية في القفص الصدري.
2. أسباب نفسية (الأكثر شيوعًا)
تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يشتكون من ضيق الصدر تكون حالتهم مرتبطة بأسباب نفسية، منها:
- نوبات القلق الحاد.
- نوبات الهلع.
- الاكتئاب.
- الضغط النفسي المزمن.
- الصدمة النفسية أو التجارب العاطفية المؤلمة.
وهنا تبدأ الحالة النفسية بالتأثير على الجسد، ويعبّر الصدر عن ذلك الضيق النفسي بشكله الفيزيائي.
ضيق النفس المفاجئ: متى يُصبح خطرًا؟
في بعض الحالات، قد يكون ضيق النفس المفاجئ مؤشراً لحالة طارئة تستدعي التدخل الطبي العاجل، خصوصًا إذا كان مصحوبًا بـ:
- ألم حاد في الصدر ينتشر للكتف أو الذراع.
- فقدان وعي أو دوخة شديدة.
- زرقة في الشفتين أو الوجه.
- تعرّق غزير ومفاجئ.
- صعوبة شديدة في الكلام أو التنفس.
لكن في حالات أخرى، خصوصًا عند عدم وجود مؤشرات جسدية واضحة، يكون السبب نفسيًا بنسبة كبيرة، وهو ما نُطلق عليه في علم النفس: كتمة في الصدر والقلق.
كتمة في الصدر والقلق: حين يُترجم العقل توتره بالجسد
عندما تتعرض لمواقف ضاغطة أو أفكار متراكمة، يبدأ الجهاز العصبي بإرسال إشارات استجابة “للخطر”، فيُفرز هرمون الأدرينالين، وتتشنج عضلات الصدر، ويزداد التنفس عمقًا وسرعة… مما يؤدي إلى:
- إحساس بالكتمة.
- تسارع ضربات القلب.
- شعور بالاختناق.
هذا ما يحدث خلال نوبات القلق أو الهلع، وقد تكون التجربة مرعبة، لكنها غالبًا غير خطيرة طبيًا، وقابلة للعلاج والتحسن.
كيف تفرّق بين كتمة ناتجة عن التوتر وأخرى عن سبب عضوي؟
العرض | كتمة ناتجة عن التوتر | كتمة ناتجة عن سبب عضوي |
---|---|---|
المدة | دقائق إلى ساعة وتختفي تدريجيًا | قد تستمر أو تزداد تدريجيًا |
التحفيز | توتر، تفكير مفرط، قلق مفاجئ | جهد بدني، طعام دسم، أمراض مزمنة |
الأعراض المرافقة | خفقان، ارتعاش، قلق، دوخة، خوف | ألم ينتشر، غثيان، تعرّق شديد، صعوبة في التنفس |
نتائج الفحوصات | غالبًا طبيعية | قد تظهر خللًا في القلب أو الرئة أو الدم |
كيف يمكن التخفيف من الإحساس بضيق الصدر في المنزل؟
إذا تأكدت من عدم وجود سبب عضوي خطير، فهناك بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على التخفيف من الكتمة النفسية:
- التنفس العميق المنتظم: استنشق ببطء من الأنف، واحبس النفس لثوانٍ، ثم أخرج الزفير ببطء من الفم.
- الابتعاد عن المثيرات النفسية: مثل الهاتف، الأخبار السلبية، أو الأشخاص السامين.
- التمارين الخفيفة أو المشي: تساعد على تصفية الذهن وتنظيم ضربات القلب.
- كتابة الأفكار المزعجة: لتفريغ الذهن والتعامل مع الضغوط بوعي.
- اللجوء إلى مختص نفسي عند تكرار الأعراض أو فقدان السيطرة عليها.
دور مركز السنابل في علاج كتمة الصدر النفسية
في مركز السنابل للطب النفسي المتخصص، نوفّر رعاية نفسية شاملة لحالات القلق والتوتر المزمن، تشمل:
- جلسات علاج معرفي سلوكي لفهم وتعديل الأفكار المقلقة.
- جلسات استرخاء وتدريب على تقنيات التنفس والهدوء الذهني.
- استشارات نفسية فردية أو جماعية لخلق بيئة دعم نفسي مستقر.
- برامج علاج دوائي داعمة للحالات التي تستدعي تدخلًا إضافيًا.
الأسئلة الشائعة عن الإحساس بضيق الصدر

1. ما الأسباب الشائعة لضيق التنفس وكتمة الصدر؟
تشمل أمراض القلب والرئة، ارتجاع المريء، فقر الدم، ونوبات القلق والهلع.
2. متى يجب القلق بشأن كتمة الصدر؟
عند ظهور ألم ينتشر للذراع، صعوبة شديدة في التنفس، فقدان الوعي، أو تعرّق مفاجئ.
3. هل يمكن أن تكون كتمة الصدر علامة على مشكلة قلبية؟
نعم، خصوصًا إذا كانت مرتبطة بمجهود بدني، أو مصحوبة بأعراض جسدية مثل ألم في الصدر أو الذراع.
4. كيف يمكن التخفيف من أعراض كتمة الصدر في المنزل؟
بالتنفس العميق، الابتعاد عن التوتر، ممارسة الرياضة الخفيفة، وطلب الدعم النفسي عند الحاجة.
5. ما الفرق بين كتمة الصدر الناتجة عن التوتر وتلك الناتجة عن مشكلات صحية؟
كتمة التوتر غالبًا مفاجئة، قصيرة، مصحوبة بخوف ولا تظهر في الفحوصات، بينما العضوية تظهر مع الجهد وتكون ثابتة في التحاليل.
ضيق الصدر ليس دائمًا مشكلة في القلب، لكنه دائمًا إشارة من العقل أو الجسد بأن شيئًا ما يحتاج العناية. لا تتردد في طلب المساعدة، ولا تعتد على العيش تحت ثقل غير مرئي.
في مركز السنابل للطب النفسي المتخصص، نحن هنا لنفهمك، نسمعك، ونسير معك نحو نفسٍ أخف، وصدرٍ أكثر اتساعًا للحياة.
احجز استشارتك اليوم… واجعل صدرك يتنفس من جديد.